أمسيت بعدهم وحيداً وقد صار الزمان بطيئاً ، والمكان لا يسع الجرح ، والأسئلة تعود مخذولة بلا إجابات ..
تبتزني وحشة هذا الليل الكئيب ، أمتص به دماء قلبي .!
هل القادم أخطر .؟!
في قلبي مقابر لا يطل عليها القمر ، جدران الصومعة تئن من هول الخطر ، وفي يدي قيدٌ يأخذ كل العمر ، أمسى الحزن ينتصف المسافة بيني وبين الكتاب ، بيني وبين الجهاز ، بيني وبين الحياة ..
لم يرِف جفني في انتظار اللقاء ، لقد كرهت الأبواب ، وصارت الذكريات سجناً يحتضن هداياك ، لقد انبجست لحظة الترقب عن خوفٍ يسرق النوم من عيون عصافير مدينتنا ..
هذه صورك تبكي ، أما عصفورك الصغير والفراشات الجميلة التي جمعتها في لحظات انتظارك فقد ذبلت ، ماتت مع بقايا الورود التي خبأتها لأزرعها في بساتين عينيك ..
هل ثمة راقص على الجراح .؟!
حينما تصل إلى الجرح الأخير ، ستجد طابوراً من الجراح تفصلني عنك ، ستجد قدح الليل يفيض بالأرق المر ، فإن كانت المدية بيدك ، فلا تخفها خلفك ، ولا تخبرني أني ضحيتك القادمة ..
فقط .. أمهلني أكتب عنك ، حتى تخرج من جسدي المنهك ، حتى تنتحر حروفي بين يديك ، حتى تكون جميع أيامي لديك ..
السلام عليك في جفاك ، أما أنا فالسلام علي يوم أموت .!